This article has words
Reading time is around minutes.

جلست تفرك يديها من البرد أمام الموقد الصغير وقد أخذ البرد منها مأخذا وقربت رجليها العاريتين من النار الدافئة وهي ترتعش. ثم أجهشت بالبكاء ، بكاءا مرا وحارا يدل على تعاستها وشقائها, كانت تعلم أنها ستكون المرة الأخيرة التي ستلتقي فيها حبيبها ... لقد إعتادت لقاءه في هذا الكوخ المهجور على ضفاف البحيرة كلما تسنى لها ولحبيبها اللقاء وذلك بسبب العداوة القديمة المتأصلة بين عائلتيهما.

نظرت الفتاة إلى النيران المشتعلة فحسبت أنها موقودة في كينونتها من الغيض والحسرة والشوق. لقد ‘عتادت لقاء حبيها كل خميس ولكنها إنتظرته ثلاث مرات ولم يأت, فأكلها الشوق واللوعة وغمرها التشاؤم وتآكلتها الظنون. وظنت أنها لن تره للمرة الرابعة. لكن قلب الحبيب لا يفقد الأمل في لقاء نصفه الآخر وإلى آخر نبض فيه. فخرجت وأطلت خارجالكوخ وكانت العاصفة الثلجية في أوجها فلا يستطيع المرء أن يرى يده وهو يمدها أمامه. فيئست الفتاة ورجعت إلى الكوخ تلعن حظها العاثر وقد مضى الهزيغ الأول من الليل ، فنامت على الحصير المتآكل وأغلقت جفونها من التعب واليأس بعد أن قررت أن ترجع إلى منزلها قبل الفجر حتى لا يتفطن أهلها إلى غيابها. وأخذها النعاس ولا تتفطن  إلى الخطر الذي يتهددها...

Comments powered by CComment

Related pages

أنا ولما لا ؟
أنا ولما لا ؟ صرخ "حسونة" جزار الحي في السوق : "اللحم الطري ، أفضل لحم في المدينة هنا ، عند كركر" "إقتربوا ، هنا اللحم الأبيض والأحمر المتوسط ، إقتربوا ". تفقد الحريف بترد...
لربما
لربما يمر الزمان سريعا، وينسج خيوط العنكبوت لمن عاداه وسئمه. لربما يأتي يوم تسطع فيه الشمس من جديد و تحبك اللعبة من جديد وتقطف زهور الشوك من جديد … لربما يحلو لغيري...
السجين
السجين صباح الخير نادر ، كيف حالك ؟ صباخ الخير دكتور "رومانوف" ، شكرا بخير ماذا فعل السجين 605 هذا اليوم ؟ قال رومانوف ببرود. لا شيء يذكر ، إستيقظ لأربع ساعات فقط...